الخميس، 23 أغسطس 2012

وصايا لقمان الحكيم لإبنه


وصايا لقمان الحكيم لإبنه :
قال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ}
هذه وصايا نافعة حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم :
1-   {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}  
       احذر الشرك في عبادة اله ، كدعاء الأموات أو الغائبين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) .
       ولما نزل قول الله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}
       شق  ذلك على المسلمين ، وقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا قول لقمان لإبنه : يا بني لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم) .
2-   {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} .
       ثم قرن وصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين لعظم حقهما ، فالأم حملت ولدها بمشقة ، والأب تكفل بالإنفاق ، فاستحقا من الولد الشكر لله ولوالديه .
3-    {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
       قال ابن كثير ( أي أن حرصا عليك كل الحرص أن تتبعهما على دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنع ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً أي محسناً اليهما ، واتبع سبيل المؤمنين) .
       أقول يؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف) .
4-    {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} .
       قال ابن كثير : أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل أحضرها الله تعالى يوم القيامة حين يضع الموازين القسط ، وجازى عليها إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر.
5-   {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} : أدها بأركانها وواجباتها بخشوع .
6-   {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} : بلطف ولين بدون شدة .
7-   {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} : علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذى فأمره بالصبر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) .
8-   {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} : أي إن الصبر على الناس لمن عزم الأمور .
9-    {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} : قال ابن كثير : لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم احتقاراً منك لهم ، واستكباراً عليهم ، ولكن ألن جانبك وأبسط وجهك إليهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) .
10-  {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً}  : أي خيلاء متكبراً جباراً عنيداً ، لا تفعل ذلك يبغضك الله ، ولهذا قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
       أي مختال معجب في نفسه ، فخور على غيره .
11-  {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} : أي أمش مشياً مقتصداً ، ليس بالبطئ المتثبط ، ولا بالسريع المفرط ، بل عدلاً وسطاً بين بين .
12-  {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَِ}  : أي لا تبالغ في الكلام ، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه ، ولهذا قال تعالى : {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} .
       قال مجاهد : إن أقبح الأصوات لصوت الحمير : أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه ، ومع هذا هو بغيض إلى الله ، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس لنا مثل السوء ، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه) .
       (إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطاناً) .

من هداية الآية
1-   مشروعية وصية الوالد لابنه بما ينفعه في الدنيا والآخرة .
2-   البدء بالتوحيد والتحذير من الشرك لأنه ظلم يحبط الأعمال .
3-   وجوب الشكر لله ، وللوالدين ، ووجوب برهما وصلتهما .
4-   لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة في المعروف .
5-   وجوب إتباع سبيل المؤمنين الموحدين ، وتحريم إتباع المبتدعين .
6-    مراقبة الله تعالى في السر والعلن ، وعدم الاستخفاف بالحسنة والسيئة مهما قلت أو صغرت .
7-   وجوب إقام الصلاة بأركانها وواجباتها والاطمئنان فيها .
8-   وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللطف حسب استطاعته .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) .
9-   الصبر على ما يلحق الآمر والناهي من أذى ، وأنه من عزم الأمور .
10-  تحريم التكبر والاختيال في المشي .
11-  الاعتدال في المشي مطلوب ، فلا يُسرع ولا يُبطئ .
12-  عدم رفع الصوت زيادة عن الحاجة ، لأنه من عادة الحمير . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضيوف الموقع

Free counters!