السبت، 25 أغسطس 2012

مسلمات في طريق التربية

مسلمات في طريق التربية


1- إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد، ويثاب على إحسانه فيها.
ولابد فيها من إخلاص النية وتجريدها لله تعالى، فلا يتعب المسلم في التربية ليقال عنه إنه أحسن فيها، أو ليشار إليه بالبنان بأنه قد بذل الغاية في البحث عن سبل الهداية لأهل بيته، أو ليقال: يا له من مرب بارع! وتربوي ناجح!
قال تعالى:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [البينة: ه].
عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنما الأعمال بالنيات..)).
ولابد من الموافقة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فخير الهدي هديه، وأكمل الطرق طريقته، وأبلغ المسالك سنته.
فالمتابعة له صلى الله عليه وسلم في تربيته لأهل بيته أمر لازم لا خيار فيه ولا مصرف عنه، وثمراته حاصلة، ونتائجه عاجلة، ولا بأس من الاستفادة من أساليب التربية الحديثة بما يوافق ما كان عليه وما جاء به صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

وفي استقراء سنته صلى الله عليه وسلم ودراستها في كيفية تربيته لأسرته غنية عن غيرها، وكفاية عما سواها، فاقصد البحر، وخل القنوات، وفي تنفس الفجر في الصباح ما يغني عن لفح فتيل المصباح.

2- احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية،فهي شاقة لا راحة معها، وطويلة لا انتهاء لها، ومكلفة لا شحاحة فيها.
وليس للعامل من عمله إلا ما احتسب.
فأكرم الهم ما كان على الأهل، وأحب النفقة ما بذلت على القرابة، وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القلوب.
عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله..)).
وعن أبي مسعود البدري- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة؛ وهو يحتسبها، كانت له صدقة)).
فالتربية كل الناس يمارسونها، وليس كل الناس يؤجرون عليها.. فتنبه!

3- إن الهداية- بمعنى خلق الإيمان والتوفيق له والثبات عليه- ليست في يدك، وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وإنما عليك هداية الدلالة والارشاد والنصح والتوجيه، فلا تقصر فيها أو تغفل عنها.
قال تعالى:{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56].
وقال تعالى: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}  [البقرة: 272].
عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل:... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)).
ومن بذل النصح لزوجته فما أرعوت أو اهتدت فليس عليه إلا أن يقلب دفتي كتاب ربه،فيقرأ فيه قوله سبحانه{ضرب الله مثلاً للذين كقروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} [التحريم:10].
فيا لها من سلوى وإن عظمت البلوى!
ومن بذل وسعه وعمل طاقته مع أبنائه فما زادهم إلا إصرارا وإعراضا، فليسمع- في أسى وأسف- إلى صرخة نوح النبي المبتلى الصابر- عليه السلام- في ابنه الكافر الفاجر: ((وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ(42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ(43)وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(44)
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45)قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ ))
فأي تسرية عن القلب وتسلية للعقل أعظم من هذه؟!
ومن جهد جهده وبذل ما عنده لأبيه وأمه، فما رأى بارقة هداية أو علامة استجابة، فلا أقل من أن يقرأ قول إبراهيم الخليل- عليه السلام- إمام التوحيد والهداية لأبيه آزر زعيم الشرك والغواية: (( يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيًّا(44)يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )) :مريم 44- 45،.
فتسكن النفس المحزونة، ويهدأ الخاطر المكدود!
فهل آن للنفوس أن تأخذ من هذه الدروس؟!

4- أنت عبد فقير مسكين!
لا تملك لنفسك حولاً ولا طولاً، ولا تملكها لغيرك من باب أولى!
فلا تعتمد على نفسك، ولا تركن لقدرتك، ولا تثق بغير ربك، ففوض أمرك إليه، وتوكل عليه، واستعن به.
قال تعالى:{وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}    [المائدة: 23].
وقال تعالى:{وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه المصير}  [هود: 88]
وأكثر من دعائه ورجائه، واللجوء إليه، والتذلل بين يديه.
ولا تقل بذكائي ومعرفتي، وجهودي ونباهتي.. بل أنت-في كل الأحوال- فقير إليه، لا غنى لك عنه، ولا مهرب لك منه. ووالله لو وكلك الله إلى نفسك طرفة عين لهلكت فإنه إذا يكلك إلى خور وضعف وجهل وبلادة!
عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)).

5- لا يشك عاقل، أو يماري مجادل في أهمية القدوة الصالحة في كل ميدان، فنفسك ميدانك الأول، فإن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر وعلى سواها أمكن، فابدأ بها فأصلحها، يصلح الله لك رعيتك، ومن هم تبع لك، فإنهم يوم يسمعون منك ما يناقض ما صدر عنك، يقع الخلل، ويعظم الزلل، ويصبح الدين عندهم شعارات براقة، وكلمات جوفاء ليس لها في حياتهم أثر، ولا في واقعهم وقع.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله       عار عليك إذا فعلت عظيم
قال تعالى: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} [هود: 88].

6- اللين كالسكين، يقطع دون وجع، والرفق نعمة عظيمة تؤثر في النفوس الكريمة ما لا تؤثر القسوة والغلظة!
قال الله تعالى ممتنا على نبيه الذي أرسله رحمة للعالمين: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانقضوا من حولك}  [آل عمران: 159].
عن عبيد الله بن معمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلا ضرهم).
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله : (ما يكون الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).

7- سعة البال، وعدم الاستعجال، وطول النفس في التربية قضايا مهمة، فبيت عشعش المنكر فيه لسنوات عديدة، وصفات تطبعت بها النفوس لأعوام مديدة، يصبح من العسير أن تزول جملة واحدة في يوم وليلة.
فلا بد من التدرج في التغيير، والبدء بالأهم فالمهم، وعدم استعجال النتائج، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ومن سار على الدرب وصل، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له!

8- لا تتأخر في التربية أو تؤجلها عن حينها، إلا لمسوغ شرعي ومصلحة متحققة؛ فالنفس تربي من أول يوم تبصر فيه الحقيقة، وتفيق على معالم الطريق.
والزوجة تبدأ تربيتها مع أول خطوة تخطوها في بيتها الجديد. والأبناء من أول يوم يستهلون فيه صارخين من بطون أمهاتهم.. لا تعجب!
فالابن الرضيع الذي تعود على البكاء ليحصل على رغبته، ينطبع هذا في ذهنه ويستقر في نفسه، فلا يحسن بعد ذلك إلا العويل والبكاء!

9- الحذر من فتنتهم في دينهم، وصدهم عن الحق والثبات عليه بما يجلب لهم من أسباب الضلال والانحراف فيما يقرؤون ويسمعون ويبصرون، فهم من جملة البشر ومن عداد الخلق،يشعرون ويحسون، ويتأثرون ويؤثرون، وأمر التربية يستلزم التخلية ثم التحلية، ويتطلب التطهير والنزع، ثم التأثير والوضع. ولكي تزرع الأرض البور، طهرها من الآفات، وامنع عنها المهلكات، ثم ازرع فيها ما تشاء، وطب نفسا بما تجني يوم الحصاد.

10- لا تسكت عليهم في منكر، ولا ترض لهم بمعصية، ولا تقرهم على خطيئة، فمن مقتضيات محبتهم، ومستلزمات مودتهم؛ حمايتهم من أنفسهم- وهي أول أعدائهم- وحمايتهم من أعدائهم الذين يتربصون بهم، ويكيدون لهم، ويريدون أن يستأصلوا شأفتهم.
وبيتك مملكتك، فكيف ترضى أن يعصي فيه ربك؟!
تأمل ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة- رضي الله عنها- وهي أحب الناس إليه وأقربهم منه، عندما دخل عليها فوجد في بيتها تصاوير  .
فعن عائشة- رضي الله عنها- أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير،فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية. قالت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ قال: ((ما بال هذه النمرقة؟)). فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتتوسدها، فقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)). وقال: ((إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة)).

11- الجد مطلوب، والاهتمام مرغوب، ولكن كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، فالتشدد في غير موضعه، والقوة في غير حينها، والحرص المبالغ فيه، كل هذه الأمور لها آثار سلبية في النفوس؛ فهي تولد التمرد والعناد، وتكسب النفرة والبعاد.
ولكل شيء جعل الله قدرا؛ فالواقعية تخرج الإنسان من أزمة الوسوسة، فكل الناس خطاء، ومن أين لنا بمعصوم من الزلل، ومبرأ من الخلل بعد النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم؟!

12- نحن نحسن اللوم والتقريع، ونجيد التبكيت، والتوبيخ عند حدوث الأخطاء أو الخطايا.. ولكننا لا نحسن الثناء- بالحسنى- على المحسنين!
نتقن الحساب والعقاب، وربما نفشل في الجزاء والثواب! نجيد التعجيز ونسيئ في التحفيز!
حقيقة مؤلمة يشهد الواقع بها إلا عند من عرف لأهل الفضل فضلهم، فأولاهم ما يستحقون، وأعطاهم ما يلهب مشاعرهم، ويزكي عزائمهم، وينمي مواهبهم.
ولعلك عندما لمت متكاسلاً عن عمل أو متثاقلاً عن مهمة،قال لك في مرارة ظاهرة: أحسنت، وعملت، وبذلت فلم أجد من يكرمني! ولم أحصل على ما أستحق على بذلي وعملي.. تساويت مع غيري فلماذا أجهد نفسي؟!!
هل تأملت أين موطن الخلل؟! وأين يكمن الزلل؟!
فنحن مطالبون في بيوتنا- وغيرها- أن نحسن إلى المحسنين ونشكر العاملين، تثبيتا لهم وتحفيزا فهمة غيرهم..
عدلاً معهم.. فإن الله يأمر بالعدل.
وإحسانا لمن له سابقة الفضل..
و {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}  [الرحمن: 65].
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).

13- وثمة خلل آخر في موضوع الجوائز والحوافز ينبغي أن يتداركه من يهتمون بها- على قلتهم! وهو أن جوائزهم- في الغالب- مادية دنيوية، لمتاع زائل وعرض من الدنيا قليل، ولكن أين من يعطيهم هذه الجوائز- ولا بأس بها- مع الأصل الأصيل وهو تذكيرهم بالأجور الأخروية يوم القيامة، ويلفت أنظارهم ويستحث اهتمامهم إلى ما أعد الله من أجور كريمة وحسنات عظيمة لمن أصلح نفسه وقوم عوجه، ولزم الصلاح، وعمل خيرا يسعد به في الدار الآخرة.






الخميس، 23 أغسطس 2012

العقوبات التربوية المفيدة

العقوبات التربوية المفيدة

هناك عقوبات تربوية ناجحة يجدر بالمعلم استعمالها نحو المخالفين لآداب الدرس ومكانة الأستاذ ، وهي عقوبات تربوية مأمونة العواقب ، مضمونة النجاح بمشيئة الله وهي على أنواع :-
1-   النصح والإرشاد :
       وهي طريقة أساسية في التربية والتعليم لا يستغنى عنها ، وقد سلكها المربي الكبير مع الأطفال والكبار :
أ-    أما مع الأطفال ، فقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم غلاماً تطيش يده في الطعام فقال له يعلمه طريقة الأكل .
             (يا غلام سمِّ الله تعالى وكل بيمينك وكل مما يليك) .
              ولا يقولن أحد إن هذه الطريقة قليلة التأثير مع الصغار ، فقد جربتها بنفسي عدة مرات فكان لها أطيب الأثر ، وقد تقدم في موضوع التحذير من الأمور الضار قصة الولد الذي كان يسب الدين كيف نصحته وقبل النصح .
وحدث مرة حينما كنت سائراً في الشارع مع أحد المعلمين فرأينا طفلاً يبول في وسط الشارع فصاح به المعلم : ويلك ويلك ، لا تفعل ، فذعر الصبي وقطع بولـه وهرب ، فقلت لذلك المعلم : لقد أضعت علينا النصح لذلك الولد ، فقال لي : وهل يجوز أن أترك الولد يبول في الشارع أمام الناس ، قلت له : لا ، فقال المعلم : وماذا تريد أن تفعل غير ذلك ؟ قلت له : أترك الطفل حتى ينتهي من بوله ، ثم أدعوه اليّ ، وأتعرف عليه ، ثم أقول له : يا بني إن هذه الشوارع طريق للمارة ، لا يجوز فيها البول ، وقريباً منك مكان (دورة المياه) فاحذر أن تعود لمثل هذا فأنت ولد مهذب ، أرجو لك الهداية والتوفيق ، فقال لي ك هذه طريقة حكيمة ومفيدة ، قلت له : هذه طريقة مربي الإنسانية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وحدثته بقصة الإعرابي المشهور التي تأتي الآن .
ب-   أما النصح والإرشاد مع البالغيـن فأكبـر مثال على تأثيرها قصة الإعرابي الآتية :-
              (عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال يبول في المسجد) .
             أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم : (يصيحون به ) مه مه ( أي أترك) .
             الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تُزرموه دعوه ( لا تقطعوا بوله) .
              (يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم الأعرابي ) .
              الرسول صلى الله عليه وسلم (للأعرابي) : إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله ، والصلاة ، وقراءة القرآن .
              الرسول (لأصحابه) : إنما بعثتم مبشرين ، ولم تبعثوا معسرين ، صبوا عليه دلواً من الماء .
             الأعرابي : اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً .
             الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً ( أي ضيقت واسعاً) .
2-   التعبيس :
       يستطيع المعلم أن يعبس في وجه طلابه أحياناً إذا رأي منهم فوضى ليحافظ على نظام الدرس وهيبته ، فذلك خير من التساهل معهم أولاً ، حتى إذا ما اشتطوا عاقبهم .
3-   الزجـر :
       كثيراً ما يلجأ المربي إلى زجر أحد الطلاب الذين يكثرون الأسئلة لضياع الدرس ، أو يستخفون بالمعلم ، أو غير ذلك من الأخطاء التي يرتكبها الطالب ، فإذا ما زجره وصاح به المعلم سكت وجلس بأدب ، وهذه الطريقة استعملها الرسول المربي صلوات الله وسلامه عليه حين رأى رجلاً يسوق بدنة :
       الرسول صلى الله عليه وسلم : أركبها .
       الرجل : إنها بدنة .
       الرسول صلى الله عليه وسلم : أركبها .
       (يركب الرجل البدنة يساير النبي صلى الله عليه وسلم والنعل في عنقها) .
4-   الكف عن العمل :
       حينما يرى المعلم بعض الطلاب يتكلمون في الدرس فيطلب منهم الكف عن الكلام بصوت قوي ، فقد طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الشخص الذي تجشأ في حضرته وقال له : (كف عنا جشاءك) .
5-   الإعـراض :
       بإمكان المربي أن يُعرض عن ولده أو تلميذه إذا رأى منه كذباً أو إلحاحاً في أسئلة غير مناسبة ، أو غيرها من الأعمال الخاطئة ، فيشعر المتعلم بإعراض معلمه أو أية عنة ، فيرجع عن خطئه .
6-   الهجـر :
       على المربي أن يهجر ولده أو تلميذه إذا ترك الصلاة أو ذهب إلى السينما أو قام بعمل مناف لآداب الدرس ، وأكثر الهجر ثلاثة أيام لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) .
       فإن في الهجر تأديباً للإبن وللطالب معاً ، قال الشاعر :
       يا قلب صبراً على هجر الأحبة لا         تجزع فذلك فبعض الهجر تأديب
7-   التوبيـخ :
       للمربي أن يوبخ ولده أو طالبه إذا اقترف ذنباً كبيراً ، ولم يؤثر فيه النصح والإرشاد .
8-   جلوس القرفصاء :
       إذا ضاق المعلم بأحد الطلاب ذرعاً لكسله ، أو وقاحته أو غير ذلك فليخرجه وليجلسه أمامه جلوس القرفصاء على قدميه ، ويرفع يديه إلى أعلى ، وهذا ما يتعب التلميذ ويكون ذلك عقوبة له ، وذلك أفضل بكثير من معاقبته باليد أو العصا .
9-   معاقبة الأب :
       إذا تكرر الخطأ من الطالب فليرسل المعلم إلى وليه ، ويكلفه معاقبته بعد أن ينصحه ، وبذلك يتم التعاون بين المدرسة والبيت على تربية الطالب .
10-  تعليق العصى :
       يستحق للمعلم والمربي والأب أن يعلق السوط الذي يضرب به على الجدار ليراه الأولاد فيخافون من العقاب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم) .
       قوله : ( يراه أهل البيت) فيرتدعون عن ملابسة الرذائل ، خوفاً لأن ينالهم منه نائل .
       قال ابن الأباري : لم يُرد به الضرب ، لأنه لم يأمر بذلك أحداً ، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم .
       وقوله : ( فإنه أدب لهم) أي هو باعث لهم على التأديب ، والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، والمزايا الكاملة. .
11-  الضرب الخفيف :
       يجوز للمربي والأب أن يضرب ضرباً خفيفاً ، إذا لم تنفع الوسائل المتقدمة ، ولا سيما لأداء الصلاة لمن كان عمره عشر سنين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً ، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً ، وفرقوا بينهم في المضاجع) .      
       والتفريق في المضاجع بين الأولاد عند النوم أمر مُهم ، ولا سيما بين البنت والصبي ، حتى يحفظ الأب أولاده من الانحراف ، ولا سيما ما يراه الأطفال من المسلسلات الجنسية والأفلام الخلاعية في السينما والتلفاز والفيديو ، مما يزيد في إنحرافهم ، فلينتبه الآباء والأمهات ، وإذا لم يتمكنوا فعليهم أن يباعدوا بينهم ، ويضعوا لكل واحد غطاء مستقلاً ، وليراقبوهم .

المكافآت والعقوبات



المعلم الناجح لا يلجأ إلى العقوبات المادية إلا قليلا ، وبقدر ما تقتضيه الضرورة ، فهو دائماً يقدم المكافآت على العقوبات ، لأنها تشجع الطالب على التعليم وطلب المزيد من التربية والتعليم ، بعكس العقوبات فإنها تترك أثراً سيئاً  في نفس الطالب ، مما يحول بينه وبين الفهم والعلم ، ويقتل في نفسه روح المثابرة والتقدم ، وكثيراً من الطلاب يتركون المدرسة من أجل ما يرونه من بعض المعلمين من أنواع القوة والظلم ولقد اعتاد الطلاب أن ينعتوا المعلم القاسي بالظالم . ولنبدأ بالمكافآت وأنواعها قبل العقوبات لأنها الأصل ، وهي المقدمة دائماً .
1-   الثناء الجميل :
       على المعلم الناجح أن يثني على الطالب إذا رأى منه أي بادرة حسنة في سلوكه ، أو في اجتهاده ، فيقول للطالب الذي أحسن الجواب : أحسنت ، بارك الله فيك أو نِعم الطالب فلان ، فمثل هذه الكلمات اللطيفة تشجع الطالب وتقوي روحه المعنوية ، وتترك في نفسه أحسن الأثر ، مما يجعله يحب معلمه ومدرسته ، ويتفتح ذهنه للتدريس ، ويكون في نفس الوقت مشجعاً لرفاقه أن يقتدوا به في ا>به وسلوكه واجتهاده لينالوا الثناء والتشجيع من معلمهم فلذلك خير لهم من العقوبات المادية التي يتعرضون لها .

2-   المكافآت المادية :
       إن الولد بطبيعته يحب المكافآت المادية ، ويحرص على اقتنائها ، ولذلك فعلى المعلم أن يستجيب لهذه المحبة ، ويقدمها للطالب في المناسبات ، فالتلميذ المجتهد أو الخلوق أو الذي يقوم بواجبه نحو ربه من صلاة وغيرها من الأعمال الخيرية والمدرسية ، ثم يأخذ مكافأة مادية من معلمه سوف يجد نفسه مسروراً أمام رفاقه قد أشبع في نفسه غريزة حب التملك ، ويستحسن للمعلم أن يضع للطالب علامة جيدة في سلوكه والمادة التي أجاد فيها .
3-   الدعـاء :
       على المعلم أن يشجع الطالب أو الأديب أو المصلي بالدعاء له قائلاً : وفقك الله ، أرجو لك مستقبلاً باهراً ، وللطالب المقصر أو المسئ : أصلح الله وهداك .
4-   لوحـة الشـرف :
       من المفيد جداً أن تكون في المدرسة لوحة شرف كبيرة توضع في مكان بارز ويسجل عليها أسماء الطلبة حسب تميزهم على غيرهـم في السلوك ، أو الاجتهاد ، أو النظافة ، وغير ذلك ، فيكون هذا الاعلان تشجيعاً للطالب على الاقتداء بهم ، حتى تسجل أسمائهم على اللوحة.
5-   الإستحسإن :
       عند صعود أحد الطلاب الصف لشرح درس أو إلقاء محفوظة ، أو حل مسألة ، أو تسميع سورة من القرآن ، فعلى المعلم أن يربت على كتف الطالب إذا أحسن تشجيعاً له قائلاً بلاك الله فيك .
6-   الإعـداد :
       إن يعد المعلم واحداً من طلابه المجيدين ، وأن ينتسب إليهم وهذه مكافأة عظيمة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لولا الهجرة لكنت إمرءاً من الأنصار) .
7-   التوصيـة :
       يستطيع المعلم أن يصحب ويرافق الطلاب الذين يريد مكافأتهم في ذهابه معهم إلى المسجد ، أو إلى الرحلات المدرسية ، فالطلاب يعتزون بمرافقتهم لمعلمهم ويفرحون بذلك .
8-   توصية أهل الطالب :
       يستطيع المعلم أن يكتب رسالة ويرسلها مع الطالب يذكر فيها محاسن الطالب ويثني عليه ، وفي ذلك تشجيع لأسرة الطالب ليعاملوا ولدهم بالتي هي أحسن ، وهذا يشجع الطالب على التقدم والسلوك الحسن ، وعلى المعلم أن يسأل عن أخلاق الطلاب وسلوكهم في البيت ، ومحافظتهم على الصلاة في المسجد ، ويكلف الطلاب أن يأتوا بأوراق من أوليائهم وإمام مسجده ، يثبتون فيها حسن سيرتهم وأدائهم للصلوات مع الجماعة .
10-  مساعدة الفقراء :
       على المعلم أن يقوم بانتقاء عدد من الطلاب لجمع التبرعات للفقراء ، وأن يساهم معهم في ذل بشئ من المال ليقتدى الطلاب به ، ويتم توزيع المال بإشراف المعلم والطلاب على إخوانهم المحتاجين إلى الكساء أو الطعام ، أو الكتب ، أو الأدوات المدرسية ، وعلى المعلم أن يشكر الطلاب المتبرعين أمام رفاقهم تشجيعاً لهم ولبقية الطلبة لكي يتبرعوا وينالوا الأجر العظيم عند الله ، وأن الله سيخلف عليهم المال الذي أنفقوه ، ويذكر المعلم للطلاب قول الله تعالى : {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
       ويمكن للمعلم أو المدير أن يقدم من هذا الصندوق بعض المال ، لشراء بعض الهدايا إعطائها للطالب المجتهد ، أو المطيع لأوامر المعلم والوالدين ، أو النظيف في ملبسه ، أو سلوكه الحسن .

العقوبات وأضرارها :
على المعلم الناجح أن يجتنب العقوبات المادية ، وذلك لأنها خطر على الطالب وعلى المعلم كذلك ، وإضاعة لوقته ، حيث إن الطالب قد يتضرر من ضرب المعلم له ، مما يسبب الوحشة بينه وبين معلمه ، وقد يتطور الحال إلى تعرض المعلم للمسئولية أمام المفتش والمحاكم الجزائية ، وولي الطالب المضروب ، مما يسئ إلى سمعته ومكانته ودوره في خدمة امته ، ويندم المعلم عندئذٍ حين لا ينفعه الندم ، فيضطر إلى وضع الوسطاء لحل مشكلته ، وقد لا تحل إلا بالمحاكم الجزائية ، فينال جزاء ما اقترفت يداه ، وكل هذا سببه استعمال العقوبات المادية ، ولذلك فقد قرر المسئولون منع هذه العقوبات ، فوجب الانتهاء عنها وتحاشي الوصول لاستخدامها ، إلا في حالة الضرورة القصوى كتأديب بعض الطلاب المنحرفين الذين لا ينفع معهم غير ذلك ، أو لحفظ هيبة الدرس ونظامه بعد أن يكون المعلم قد قدم النصائح والتوجيهات لهؤلاء الطلاب فلم يرتدعوا ، وذلك كما يقول المثل العربي : (آخر الدواء الكي).

أضرار العقوبات المادية :
1-   عرقلة سير الدرس وتأخيره على الطلاب جميعاً .
2-   انفعال المعلم والطالب أثناء العقوبة وتأثير ذلك عليهما معاً .
3-    احتمال وقوع الضرر للطالب المضروب في وجهه أو عينه أو أذنه أو غير ذلك من الجوارح والأعضاء .
4-   قطع فهم الدرس على الطالب المعاقب .
5-   قطع سلسلة أفكار المعلم حين العقوبة .
6-   تعرض المعلم للمسئولية أمام المحاكم والأهالي والمفتش .
7-   ضياع الوقت على الطلاب وتأثرهم بما يجري في الدرس .
8-   فقد التبجيل والاحترام المتبادل بين الطالب ومعلمه .

العقوبات الممنوعة :
إذا احتاج المعلم إلى العقوبة أحياناً فعليه أن يتجنب ما يلي :-
1-   الضرب على الوجه :
       وذلك شائع بين المعلمين ، حيث يضربون الطالب على وجهه ، وربما أصاب أحدهم عينه أو أذنه ، وتعرض للمسئولية والمحاكمة ودفع الغرامة ، وكان سبباً في تعطيل أحد حواسه ، ولذلك فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه فقال : (إذا ضرب أحدكم خادمه فليتق الوجه) .
2-   القسوة الشديدة :
       المعلم القاسي في ضربه يطلق عليه الطلاب اسماً قاسياً يقولون عنه (فلان معلم ظالم) وكفى بهذا الاسم شراً ، فليس بعد الظلم والقوة إلا الندم ، فكم رأينا بعض الأساتذة يعتذرون لأولياء الطلاب والمسئولين بعد إنزال العقوبة القاسية على طلابهم ، فالله الله معاشر المعلمين في فلذات الأكباد ، أرفقوا بهم فإن الرفق كله خير .
       قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من يحرم الرفق يحرم ا لخير كله) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شئ إلى زانه ، ولا نُزع من شئ إلا شأنه) .
3-   الكلام السئ :
       علـى المعلم أن يجتنب ما يسئ إلى الطالب من ألفاظ نابية قد تسبب له نفوراً وانحرافاً ، وربما كانت سبباً في انحرافه وميله للإجرام في المستقبل ، فالمعلم الذي يقول للطالب ، خبيث ، ملعون ، مجرم .... ، وغيرها من الكلمات القاسية التي تجرح شعور الطالب ، ويتعلمها بدوره ليقولها لرفيقه في المدرسة أو لأخيه في البيت ، وتكـون المسئولية على ذلك المربي الذي سنّ لطلابه أن يتعلموا مثل هذا الكلام الذي لا يليق بمعلم أن يتفوه به ، وفي الحديث الصحيح : ( من سنّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً) .
4-   الضرب عند الغضب :
       قال أبـو مسعـود : كنت أضرب غلاماً لي بالسوط ، فسمعت صوتاً من خلفي "أعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب ، قال ، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هوي يقول "أعلم أبا مسعود " "أعلم أبا مسعود"  قال : فألقيت السوط ممن يدي ، فقال : ( أعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك من هذا الغلام ، فقلت : لا أضرب مملوكاً بعده أبداً) .
5-   الرفس بالرجل :
       وقد رأيت بعض المعلمين يرفسون بأرجلهم وتعالهم ، وربما أصاب ذلك الرفس محلاً خطيراً أودى بحياة الطالب ، وتقع المسئولية ، ويندم حيث لا ينفع الندم ، مع العلم أن الرفس ليس من شيعة الإنسان .
6-   الغضب الشديد :
       على المعلم الناجح في درسه أن يملك أعصابه ، ويدرك مزايا الطفولة ليعذر الأطفال في تصرفاتهم ، وليتذكر عمله حين كان طالباً في المدرسة ، فرما كان أشد سوء في تصرفاته ، فإذا تذكر المعلم ذلك خف غضبه ، وملك نفسه وكان شجاعاً حقاً ، فقد قال المربي الكبير محمد صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصُرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) .
       وليحذر المربي سواء كان معلماً أو أباً أن يعاقب عند الغضب ، لئلا يؤذي من يعاقبه ، وتكون العاقبة السيئة ، وعلى المعلم أن يسجل أسماء المخالفين ليعاقبهـم آخر الدرس ، وإني أعرف معلماً لحق بولده ليعاقبه في حالة الغضب فخاف الولد وهرب ، وقد عثر في هربه فصدعت رجله ، وحُمل إلى المجبر ليداويه ، وندم الأب علـى عمله .
       وقام بعض المدرسين بمعاقبة أحد طلابه في حالة غضبه ، فجعل يسب ويشتم ويكفر والطلاب ينظرون إليه باحتقار ، وإذا تكرر غضب المربي أمام طلابه ، وعلا صياحه ، وكثر هياجه ، أثر في نفوس طلابه وغُرست فيهم تلك العادة السيئة واقتدوا بمعلمهم في سلوكهم وأعمالهم ، فأصبحوا يغضبون ، ويشتمون , ووو ... .

علاج الغضب :
إذا اعترى المربي فليسارع إلى الدواء الشافي الذي وصفه له الطبيب الخبير محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال :
أ-    (إذا غضب أحدكم فقال : أعوذ بالله ، سكن غضبه ) .
ب-   (وإذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب والا فليضطجع )
       ومعلوم أن الغضب من الشيطان ، وعلى إنسان أن يستعيذ بالله منه لينصرف عنه وفي تغيير وضع الغضبان من القيام إلى الجلوس فائدة عظيمة لصرف غضبه ، ولا سيما الوضوء ففيه الأدوية المفيدة .

الطرق التربوية الناجحة


الطرق التربوية الناجحة :
على المعلم والمعلمة أن يسلكوا طرق التربية الناجحة التي جاء بها القرآن الكريم وجاءت بها السنة المطهرة لتربية جيل مسلم مهذب شجاع يدافع عن دينه وأمته :
1-   الخوف والرجاء :
    على المدرسين والمدرسات أن يغرسوا في نفوس طلابهم الخوف من الله تعالى ، لأنه شديد العقاب على العاصين لأمره ، التاركين لفرائضه ، فقد توعد العصاة بالنار المحرقة يوم القيامة ، وهي أشد حرارة من نار الدنيا بكثير .
       وبالمقابل فإن الله تعالى وعد المؤمنين والطائعين المؤدين حقوق الله بالجنة الواسعة التي بها الأنهار والأشجار والثمار والحور العين وغيرها من أنواع النعيم المقيم ، ولدليل على طريقة الجمع بين الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة آيات وأحاديث :
       أ-    قال الله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} .
              وقوله تعالى : {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.
              ففي هذه الآية يأمر الله تعالى عباده أن يدعوه - والدعاء من العبادة - خوفاً من ناره ، وطمعاً في جنته ، ليكون المسلم بين الخوف والرجاء ، فيستقيم سلوك الطالب ويصلح حاله .
       ب-   وفي الحديث : ( اللهم أني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار) .
              وهذه الآيات ، وهذا الحديث رد على الصوفية القائلين بأنهم يعبدون الله لا طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره ، وكأنهم لم يسمعوا القرآن والحديث الذي تقدم ذكرهما .
2-   القصص الهادف :
       القصـة لها تأثير على النفس ، فعلى المربين والمربيات أن يكثروا من القصص النافعة ، وهي كثيرة في القرآن الكريم ، وفي السنة المطهرة .
أ-    قصة أصحاب الكهف : تهدف إلى إنشاء جيل مؤمن بالله ، يحب التوحيد ، ويكره الشرك .
ب-   قصة عيسى عليه السلام : وتهدف إلى اعترافه بأنه عبدالله ، وليس هو ابن الله كما زعمت النصارى .
ج-   قصة يوسف عليه السلام : ومن أهدافها التحذير من اختلاط الرجال والنساء لما له من عواقب وخيمة .
د-    قصة يونس عليه السلام : وتهدف إلى الاستعانة بالله وحده ، ولا سيما حين نزول المصائب .
هـ-   قصة أصحاب الغار : قصها الرسول صلى الله ليه وسلم على أصحابه ، ليعلمهم التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة كرضاء الوالدين ، وأداء الحقوق لأصحابها ، وترك الزنى خوفاً من الله .
             والسنة مليئة بالقصص النافعة .
الخلاصة :
على المربين جميعاً أن يكثروا من القصص النافع لطلابهم ، فهو خير عون لهم على تربية الأجيال ، وليحذروا القصص السيئ الذي يشجع على اقتراف السرقات والفواحش والانحراف في السلوك .

ضيوف الموقع

Free counters!