نداء
إلى المربين والمربيات
لتوجيه
البنين والبنات
محمد بن جميل زينو
بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . أما بعد ؛؛
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما
بعد فإن مهمة المربي عظيمة جداً ، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه ، وأخلص لله
تعالى فيه ، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة .
والمربي
والمربية يشمل المدرس والمدرسة ، والمعلم والمعلمة ، ويشمل الأب والأم ، وكل من
يرعى الأولاد .
فالمـدرس
مربـي الأجيال ، وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده ، فإذا قام بواجبه في التعليم ،
فأخلص في عمله ، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق ، والتربية الحسنة سعد الطلاب وسعد
المعلم في الدنيا والآخرة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمله علي
رضي الله عنه :
(فوالله
لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر ([1]) النعم)
وقال
صلى الله عليه وسلم (مُعلم الخير يستغفر له كل شئ ، حتى الحيتان في البحر) .
وإذا
أهمل المعلم واجبه ، ووجه طلاب نحو الانحراف ، والمبادئ الهدامة ، والسلوك السيئ ،
شقى الطلاب ، وشقى المعلم ، وكان الوزر في نقه ، وهو مسئول أمام الله تعالى لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
والمعلم
راع في مدرسته ، وهو مسئول عن رعيته )
فليكن
إصلاحك لنفسك أيها المربي والمعلم قبل كل شئ ، فالحسن عند الأولاد ما فعلت ،
والقبيح عند الطلاب ما تركت ، وإن حسن سلوك المربي والمعلم والمعلمة والأب أفضل
تربية لهم .
وقد
كتبت هذا النداء إلى أخواني المعلمين وأخواتي المعلمات ليستفيدوا منها في عملهم
بعد خبرة في التعليم استمرت أربعين عاماً ، ليعرفوا كيف يكونوا معلمين ناجحين .
والله
أسأل أن ينفع بها المسلمين ، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم
مهمة
المربي الناجح :
إن من
أهداف التربية والتعليم إنشاء شخصية ذات مُثل عليا ، هذه الشخصية يجب أن تكون
مرتبطة بربها ، تستمد منه نظام حياتها ، وتعمل على تقويم مجتمعها ، وتصحيح مفاهيمه
على أسس صحيحة ، وهذه هي رسالة المعلم والغرض من تربيته وتعليمه .
ومن
المعلوم أن للتربية أسساً تقوم عليها تختلف باختلاف المجتمعات واتجاهاتها ، فإذا
كانت أسس التربية في المجتمع الشيوعي مثلاً ترتكز على الماديات ونفي الروحيات وقطع
صلة الطالب بربه ، وإذا كانت أسس التربية في المجتمعات الغربية تقوم على الاستغلال
والأنانية والانحلال ، فإن أسس التربية في المجتمع الإسلامي تقوم على إيجاد
العقيدة الصحيحة ، والعواطف النبيلة ، والآداب السامية التي تتمثل في علاقة الطالب
بربه ، وعلاقته بمعلمه ، وزميله ، وإدارة مدرسته ، ومن ثم علاقته بأسرته .
وإذا
أردنا أن نحقق هذه الشخصية في الواقع العملي فإن علينا ايجاد المربي الناجح في
التربية والتعليم .
هذا
المربي يجب أن تتوفر فيه شروط وآداب حتى يكون مربياً صالحاً ومعلماً نافعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق