الاثنين، 10 سبتمبر 2012

كيف نعالج الكذب عند الأطفال:













1.   الكذب عند ابن أربع أو خمس سنوات،لا يشكل شيئا مقلقا، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستطع التمييز بين الخيال والواقع ، ولا يدرك ضرورة مطابقة ما يقوله لواقع الحال.
2.   حاول ألا تحشر الطفل في زاوية ضيقة، وتطلب منه الاعتراف بجرم ارتكبه أو خطأ ارتكبه وقع فيه، واعمل على توفير أدلة يجد معها صعوبة في الشهادة ضد نفسه.
3.   يكذب الطفل أحيانا حتى يثبت لنفسه فضائل ليست له، كي يعوض عن شعوره بالنقص، ألم تشاهد أن بعض الأطفال بل الكثير منهم يحاولون إثبات أن آباءهم أغنياء، وما ذلك إلا لشعورهم أنهم فقراء، ومن هنا فإن تعزيز ثقة الطفل بنفسه يقلل من لجوئه إلى الكذب.
4.     لن يلتزم الأطفال بالصدق في أسرة يكذب فيها الأب على الأم والأخ الكبير على ألأخ الصغير، وتكذب فيها الفتاة على زميلاتها.
ولهذا فإن الالتزام بقول الحقيقة والدفاع عنها يجعل الكذب يبدو شيئا شنيعا في نظر الأطفال، وهذا أكبر تحد يواجهنا في هذه المسألة.
5.  يجب أن يشعر الطفل أن الصدق قيمة من القيم الإسلامية النبيلة، ويكفي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"إن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة"، والبر اسم جامع لكل أنواع الخير، كما أن علينا أن نظهر له مقتا للكذب ، وخوفا من عواقبه ،وكانت إحدى الأمهات تقص لأطفالها قصصا، وكانت تسوقها بطريقة  بارعة ومشوقة تجلي فيها المصير السيئ للكذابين، وكان الأطفال يلاحقونها طالبين منها المزيد،وقد لاحظت أن طفلها ابن التاسعة جعل من نفسه مراقبا عاما على الأسرة، فهو يتابع كل ما يقال وينبه على ما يخلف الجقيقة.
6.  من المهم جدا أن نعطي الطفل انطباعا بأن الكذب يُنجيه من العُقوبة،بل علينا أن نقرر له بوضوح أن الصدق يحفف من عقوبة الخطأ الذي ارتكبه، وأن إخفاء الخطأ الذي وقع فيه يستوجب عقوبتين:عقوبة الخطأ وعقوبة الكذب في التنصل منه.
7.  قد لا نستطيع معالجة الكذب لدى الطفل إلا إذا عرفنا السبب الحقيقي الذي يدفعه إليه فإذا كان السبب هو الخوف من العقوبة خفضنا العقوبة، وأعطينا الطفل قدرا من جيدا من الشعور بالأمان مع العمل على إقناعه بخطورة التمادي في ارتكاب الأخطاء،وإذا كان الدافع إلى الكذب هوالتقليل من شأن الآخرين، ذكرناه  بأهمية الإنصاف والتشجيع والاحترام المتبادل، وإذا تبين لنا أن الطفل يكذب مقلدا أحد أفراد أسرته الكبار وقفنا وقفة صادقة مع أنفسنا، وعملنا على تحمل لمسؤولياتنا في استقامة ألسنتنا،أما إذا كان سبب الكذب يكمن في شعوره بالنقص أو الحرمان، عملنا على تعزيز الثقة بالنفس والاعتراف بالواقع،وعملنا على دلالة الطفل على نقاط القوة والتفوق لديه ولدى أسرته وهكذا...
8.  الحذر ثم الحذر من أن نرسخ في وعي الطفل أنه كذاب،لأن ذلك يحمله على الإكثار من الكذب،وينطبع فيه يصعب التخلص منه ، والمطلوب هو أن نثني أمامه على الصادقين،وأن نشجع كل موقف صدق نلمسه منه، ونحاول إشعاره حين تصدر منه كذبة، أنه صادق وتلك كانت منه عبارة عن هفوة، ونأمل أن لا تتكرر منه مرة أخرى، ولعل الكثير من الآباء الناجحين في تربية أبنائهم يعملون بجد على أن تظل الصورة التي يرسمها أبناؤهم عن أنفسهم صورة جميلة ومتألقة ومشجعة،لذا تراهم يقطفون ثمرات ذلك حين صار أطفالهم يستحون من أنفسهم ويتجاوبون سلوكيا مع الثناء الذي يتلقَّونه من محيطهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضيوف الموقع

Free counters!